عقد مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية  اليوم الثلاثاء 30 آيار / مايو 2017 ندوة بعنوان ” مكافحة الارهاب والتطرف :السبل والآليات ” 
الندوة تناولت في جلستها عدداً من الاوراق البحثية التي تطرقت الى الارهاب وسبل  مكافحته .
جلسة الندوة التي ترأسها أ.م.د. علي دريول الجبوري ناقشت  الاوراق البحثية التالية : 

1. م.د.  رنا مولود شاكر  / الأمن الفكري ودوره في مكافحة الارهاب المعاصر 
2. م.د. علاء عبد الرزاق / الحوار الديني وسيلة من وسائل القضاء على العنف والارهاب 
3. م.د. أحمد محمد علي جابر / تحديات العنف والارهاب بعد الحرب على داعش 
4. م. محمد رشيد صبار / التوظيف الأمريكي للديمقراطية في أثارة التطرف والفوضى في الشرق الأوسط ..

أوضحت م.د. رنا مولود شاكر في ورقتها البحثية الموسومة ا”لأمن الفكري ودوره في مكافحة الارهاب المعاصر ”  ان المجتمعات التي تعاني من حالة الانقسام الاجتماعي والسياسي في مرحلة ما، تكون عرضة دوما للفوضى وغياب القانون واحترامه بسبب حدة الصراعات سواء كانت طائفية ام مذهبية ام سياسية لتصل في النهاية الى الحرب الاهلية وفي العراق العراق ومنذ أحتلاله في العام (2003) بدأت تظهر على المجتمع بوادر الانقسام والتخندق في إنتماءات فرعية متعددة بعيدا عن الانتماء الوطني، مما عزز من زيادة حالة الانقسام والتنافر بين اجزاء المجتمع الواحد وادت تدريجيا للقضاء على اخر خط دفاعي للامن الفكري الذي امتلكه الشعب العراقي يوما ما.


أما م.د. علاء عبد الرزاق فقد بدء في ورقته البحثية الموسومة “الحوار الديني وسيلة من وسائل القضاء على العنف والارهاب ”  بشرح مفهوم  الحوار الديني وهو  مصطلح يُشير إلى التفاعل، والبناء والإيجابي بين الناس من تقاليد دينية مختلفة، ومعتقدات روحيّة، وإنسانيّة سواء كان ذلك على مستوى الفرديّة، والمؤسسيّة، وهو يختلف عن التوفيق بين المعتقدات أو الدين البديل؛ حيث يتم في هذا الحوار تعزيز التفاهم بين الأديان أو المعتقدات المختلفة لزيادة قبول الآخر. م.د. علاء عبد الرزاق حاجة العراق في الوقت الحالي لتدعيم أسس الحوار عن طريق عدة أسس منها العمل على اقامة ندوات وحوارات متبادلة يكون الهدف منها تدعيم العناصر المشتركة والمقبولة لدى كافة المكونات العراقية بعدها عناصر تدعم عنصر التعايش وتنأى عن الافتراق والاختلاف والتناحر.
وضرورة العمل على صياغة مبادئ وطنية مشتركة لا تفترق بخطوطها العريضة عن المبادئ الاساسية الموجودة لدى مختلف المكونات العراقية وفي ذات الوقت التركيز على ان مثل هذه المبادئ الوطنية بمثابة العامل الحيوي لبناء جيل يؤمن بالديمقراطية والتعددية في مجال العقيدة والعمل السياسي بدلا عن الايمان بالفكر الاحادي او الشمولي..

أما موضوع ” تحديات العنف والارهاب بعد الحرب على داعش ” والتي كانت عنوانا للورقة البحثية للمدرس الدكتور أحمد محمد علي جابر فقد ناقش فيها آليات محاربة الارهاب والتطرف أذ أكد على ضرورة المراجعه الشامله للسياسات العامه  والتي ترتكز بالدرجة الاولى على العدالة الأجتماعية والأبتعاد عن التهميش الاجتماعي لانها  العامل المباشر لنمو الأرهاب مع  ضرورة التركيز على توعية الفئة المسحوقة من المجتمع والتي تعاني من ضنك العيش بمخاطر تلك الظاهرة لكي تحقق حصانه لتلك الفئات المجتمعية من الانجرار لتلك الظاهرة والتنظيمات الأرهابية. 

أما م. محمد رشيد صبار في كتب في موضوع ”  التوظيف الأمريكي للديمقراطية في أثارة التطرف والفوضى في الشرق الأوسط ”   أكد في ورقته البحثية ان الولايات المتحدة الامريكية تعمل على توظيف شعار الديمقراطية من أجل أثارة الفوضى والتطرف  عن طريق ما يعرف بالفوضى الخلاقة أذ يعتقد أتصار هذا المبدأ  بأن خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار يؤدي حتما الى بناء نظام سياسي جديد يوفر الأمن والأزدهار والحرية وهو ما يشبه العلاج بالصدمة الكهربائية لعودة الحياة من جديد . موضحا ان ثمة أهداف متوراية تهدف الولايات المتحدة الى تحقيقها بتلك الفوضى تكمن في تحقيق وأستمرار التفوق الامريكي العالمي والسيطرة على مناطق أقليمية حيوية كمنطقة الشرق الأوسط والتحكم بالنفط . 
كما أشار م. محمد رشيد صبار ان للفوضى الخلاقة عدة وسائل ليتم تحقيقها وهي  الاعمال العسكرية المباشرة و الضغوط السياسية والاقتصادية كما تمثل أحداث تغييرات جذرية في مناهج التعليم أحد وسائل الفوضى الخلاقة  وأستخدام الاعلام ووضع التشابك والفوضى والتفكيك كحالة عقلية وفكرية ونفسية أمام الشعوب ..


وقد توصل المشاركون في اعمال هذه  الندوة  الى عدد من التوصيات المهمة والعلمية التي تقدم الى صانع القرار والمؤسسات المعنية بمكافحة الارهاب والتطرف والعنف والتكفير وهي : 

1-الجهة المستفيدة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية:تفعيل اليات العمل بين الجامعات ومراكز الابحاث العلمية فيها خاصة من جهة مع الوزارات المعنية بالعمل الامني والاستخباري كالدفاع والداخلية من اجل وضع الخطط والبرامج التي تربط الجانب العلمي والفكري التحليلي مع الجانب العملياتي والميداني يفوق مستوى التفكير الارهابي.

2-الجهة المستفيدة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية:استثمار الندوات وورش العمل والبحوث العلمية التي تقام بشان موضوع الارهاب والعنف والتطرف في المؤسسات البحثية والعلمية في العراق، وتوظيفها لصالح المؤسسات الامنية والاستخبارية بما يخدم استراتيجية الدولة في مكافحة الارهاب والامن الوطني.

3-الجهة المستفيدة وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي:ضرورة الاهتمام ببرامج ومناهج التربية والتعليم العالي الدراسية في التوعية بمخاطر الفكر الارهابي والتطرف والغلو الفكري والتشدد الديني والغاء الاخر لكون هذه التوعية شبابية بالدرجة الاولى لابد من تفكيك خيوطها وتبيان ابعادها وتوضيح حقيق الاديان السماوية ومنها الاسلام دين السلام والسماحة والاخوة.

4-الجهة المستفيدة وزارة الثقافة:التاكيد على ان التعددية في المجتمع العراقي نعمة وليست نقمة لان التعدد المذهبي والقومي والديني يخلق القوة والتنوع الفكري والثقافي ولابد من استمرار حالة الحوار والتواصل بين مختلف المكونات الوطنية لانه الكفيل بتجاوز اية مشكلات او ازمات ويؤسس لغد مشرق للثراء الفكري والمعرفي والثقافي الذي يصل الى الامن والسلام والاستقرار الدائم والمستقبل الافضل للبلد بكل مكوناته.

5-الجهة المستفيدة وزارة الثقافة:اثبتت التجاب التاريخية والسياسية انه لا يمكن نقل الديمقراطية كوصفة جاهزة وزرعها في شعوب الشرق الاوسط بحسب الرؤية الغربية الامريكية لان هذا النقل لايتحسس لطبيعة الاختلاف الاجتماعي والتاريخي والفكري بين الغرب والشرق ومن ثم يحدث ردود افعال معاكسة وسلبية قد تذهب الى التطرف والكراهية والعنف مما يسبب الازمات والتوترات في المجتمعات العربية.

وفي نهاية الندوة تم  توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين 


Comments are disabled.